ورقة من فئة 500 روبية .... ودرسان
من كتاب سر القيادة لبراكاش اير
تلخيص المهندس عارف سمان
كان ذلك منذ عدة سنوات، كنت جالسا وسط
الحضور أستمع الى متحدث تحفيزي. أخرج المتحدث من محفظة نقوده ورقة من فئة ۵۰۰ روبية، رافعا
إياها وسأل الحضور: "من يريد هذه الورقة؟"
رفع
الكثير من الحضور أيديهم، بما فيهم أنا شخصيًا. وبدأ الحضور يهتفون بصوت واحد قائلين: "أنا أريد هذه الورقة"
بدأت أتساءل من هو سعيد الحظ الذي سيختاره
المتحدث التحفيزي ليعطيه الورقة من فئة 500 روبية. لكنني
كنت أتساءل بيني وبين نفسي أيضا - وأنا واثق بأن الآخرين
فعلوا ذلك أيضا - لماذا سيعطي المتحدث التحفيزي بكل بساطة الورقة من
فئة 500 روبية مجانا؟ في اللحظة التي كانت صيحات الحضور تعلو
فيها لطلب الورقة، لاحظت امرأة شابة تنزل درج الممشى،
راكضة ناحية المسرح، ثم صعدت على خشبة المسرح لتصل إلى مكان
المتحدث التحفيزي ونزعت الورقة من فئة 500 روبية من يده.
قال لها المتحدث التحفيزي في الميكروفون: احسنت صنعا،
أيتها الفتاة. فمعظمنا منتظر حدوث الأمور الجيدة، لكن هذا
الأمر لا جدوى منه، عليك أن تقوم وتفعل شيئا . ومنذ ذلك الحين بقيت
كلمات المتحدث التحفيزي في ذهني.
الدرس الاول :
هذا ينطبق على حياتنا؛ فكلنا نرى فرصاً من حولنا. كلنا نريد الأمور الجيدة، ولكن المشكلة تكمن في أننا لا نفعل شيئا من
أجلها. كلنا نريد الحصول على الورقات من فئة
500 روبية المطروحة ولكننا لا نبادر بالخطوة، ننظر إليها بلهفة
ونتساءل ترى من يكون سعيد الحظ الذي سيحصل على الورقة من فئة 500
روبية - بدلا من أن نصنع حظنا بأنفسنا بتوفيق الله. لأكون
منصفا، بعضنا يفكر في الركض ناحية خشبة
المسرح والتقاط الورقة من فئة 500 روبية، ولكن سرعان ما يمتنع عن ذلك؛ لأنه يقلق بشأن نظرة الآخرين له. هل حدث من قبل أن رأيت منتجا جديدًا وناجحا أو مشروعًا جديدًا مزدهرًا وذكرت نفسك بأنك قد أتتك فكرة المشروع نفسه قبل سنوات؟ حسنًا، هذا لا يعني الكثير. ربما كانت لديك الفكرة أولا، ولكن شخصا ما بادر بتنفيذها؛ لذا هو من سيجني ثمارها. في المرة التالية التي يكون لديك فيها فكرة، تذكر أن مجرد التفكير في فعل شيء ما هو أمر لا فائدة منه. اذهب وافعل شيئا حيال الأمر. في المرة التالية التي تسنح فيها فرصة ما، تذكر تلك المرأة والورقة من فئة ۵۰۰ روبية، ولا تقلق بشأن نظرة الآخرين
وبادر بالفعل.
بعد
عدة سنوات، وفي يوم آخر، ووقت آخر ومع متحدث تحفيزي آخر. عندما رأيته يخرج من محفظة نقوده ورقة من فئة ۵۰۰ روبية رافعا إياها ليراها كل الحضور، ظننت أنني أعرف ما ينوي القيام به بعد ذلك، ولكنه طرح مجرد سؤال بسيط: كم تساوي قيمة هذه الورقة من فئة 500 روبية؟".
قال
الحضور بصوت واحد وعال: "تساوي قيمتها خمسمائة روبية". قال لهم المتحدث التحفيزي: "صحيح". ثم كورها
في يده وسأل الحضور: "كم تساوي هذه
الورقة الآن؟". صاح الحضور قائلين: "خمسمائة
روبية:". بعد ذلك، ألقى الورقة فئة 500 روبية
على الأرض ودهسها بقدمه بقوة، ثم التقطها بيده وسأل الحضور مرة
أخرى: "وكم تساوى الآن". أجاب الحضور قائلين: "خمسمائة
روبية". قال لهم المتحدث التحفيزي: "أريد
منكم أن تتذكروا ذلك؛ فمجرد أن شخصا ما كوّر الورقة أو دهسها
بقدمه، لا يعني أنها فقدت قيمتها. يجب علينا أن نكون مثل
الورقة فئة 500 روبية. في حياتنا، ستمر علينا أوقات نشعر فيها
بالانكسار، والدهس والهزيمة، ولكن لا تسمح لذلك بأن يقلل من تقديرك
لذاتك أبدًا. تذكر أنك ما زلت الشخص الاستثنائي الذي كنت عليه.
ومجرد أن شخصًا ما قرر. أن يسحقك - فهذا لا يغير من قيمتك قيد
أنملة
الدرس الثاني:
لا تسمح لتقديرك الذاتي أن ينخفض لأن شخصا ما تحدث عنك بسوء أو خدعك " الفرص أمامك كثيرة، ولكنك بحاجة للمبادرة كي تقتنص تلك الفرص. لا تسمح لكلمات الآخرين وتصرفاتهم أن تحط من شأنك. تذكر ذلك، وربما حصلت على كل مصادر السعادة وكل أوراق فئة ۵۰۰ روبية التي
طالما تمنيتها.
الخلاصة:
معظمنا
ينتظر حدوث الأمور الجيدة، لكن هذا الأمر لا جدوى منه، عليك أن تحدث تلك الأمور بنفسك وان تفعل شيئا للحصول عليها. ستمر علينا أوقات نشعر فيها بالانكسار، والدهس والهزيمة، ولكن لا تسمح لذلك بأن يقلل من تقديرك لذاتك أبدًا. تذكر أنك ما زلت الشخص الاستثنائي الذي كنت عليه. ومجرد أن شخصا ما قرر أن يسحقك ـ فهذا لا يغير من قيمتك قيد أنملة؟